مساواة» على فضائية «الحرة» الأميركية
ناقشت مقدمة برنامج «مساواة» نادين البدير على فضائية الحرة (الاميركية) موضوع الخوف عند المرأة في احدى حلقات برنامجها «مساواة» واستضافت من باب المساواة ايضا رجلا وامرأة للحديث عن هذا «الخوف عند المرأة» من جميع جوانبه واختارت د. موزة المالكي وهي كاتبة وباحثة ومعالجة نفسية (من قطر) ود. خليفة المحرزي مستشار علاقات اسرية (من السعودية). امرأة حديدية
وبالمناسبة فإن د. موزة «هي اول امرأة تحصل على رخصة لقيادة السيارة في قطر قبل ان يسمح للمرأة بالقيادة باربعة عشر عاما»، ولمن لم يتابع الحلقة نقول ان د.موزة ولدت ولديها مشكلة في القلب عالجتها بعد ذلك بوضع صمام حديدي واطلقت على نفسها لقب «المرأة الحديدية» لهذا السبب وليس لغيره كما بدا للمقدمة البدير التي قالت لها بعد استعراض ملامح من مشوارها «النضالي» النسائي: هل انت امرأة حديدية؟. فاجابت انا امرأة حديدية بالفعل لانني احمل حديدا في قفصي الصدري وفي قلبي صمام من حديد ايضا وهذا ما يجعلني امرأة حديدية، علما بأن مرضها هذا اتاح لها معاملة خاصة من قبل افراد اسرتها جعلها تبدو كانها «متمردة» على واقعها ومجتمعها ومتجاوزة لكثير من خصوصياته.
«إثبات وجود»
اما د. المحرزي فكان يحاول طوال مدة الحلقة السيطرة والهيمنة على الحوار من خلال محاولة الاستفراد بالكلام في الوقت الذي بدا فيه كأنه في معركة اثبات وجود بين امراتين علما بأن عنوان البرنامج هو «مساواة» في كل شيء ومن ضمنها عدم احقية أي احد الاستحواذ على الوقت المخصص للنقاش او الهيمنة على الآخر.. أو الاستفراد بطرح الاراء ومنع الاخر من توصيل وجهة نظره في حلقة تمت خلالها مناقشة الكثير من الآراء والافكار ذات العلاقة بموضوع «الخوف عند المرأة» وليس عند كليهما «الرجل أو المرأة» على اعتبار ان المرأة هي التي يقع عليها الخوف من الرجل وليس العكس. الشعور بالأمان
ومن اغرب الآراء التي تضمنها البرنامج قول د. خليفة «ان البيت لا يمثل الشعور بالامان بالنسبة الى الرجل وانما هو مجرد مكان للشعور بالراحة» ولم يقل د. خليفة.. لماذا لا يشعر الرجل بالامان في البيت؟ لكنه اشار الى ان المنزل هو المكان الامن بالنسبة الى المرأة وفي ذلك دلالة واضحة على ان المرأة ليس لها مكان امن في هذا العالم سوى بيتها مع ما يترتب على ذلك من مواقف وتصرفات واعتقادات وقناعات اله
OAS_AD('Middle');
دف منها اعادة المرأة الى البيت لتقوم برعاية الرجل والاهتمام بشؤونه والسهر على راحته حتى يتوافر لها الشعور بالامان ويسقط عنها الشعور بالخوف.. بينما يبحث الرجل عن الشعور بالامان في مكان اخر - غير البيت - مكان العمل كما قال د. خليفة.
«شفير المساواة»
بصراحة ان مثل هذا الطرح فيه الكثير من التخلف في زمن اصبحت فيه المرأة على «شفير» المساواة مع الرجل في كثير من الامور داخل البيت وخارجه فهي الند والمنافس والشريك للرجال في المناصب العليا وفي الاقبال على العلم وفي مواقع كثيرة كانت في الماضي حكرا على الرجل.. اعلاميا واجتماعيا واسريا ولم يعد مقبولا الرجوع الى الوراء وجر المرأة بحبال التخلف والتقوقع والتبعية والخنوع.
ان مجرد الحديث عن الخوف عند المرأة يضع امامها العراقيل ويذكرها بأنها ستظل تحت سيطرة الرجل او تحت رحمته في الوقت الذي يفترض انها تجاوزت فيه هذه المرحلة وتخلصت من آثارها السلبية على حياتها بامتلاكها حرية اتخاذ القرار.
«بند» التمرد
لا اعرف ماهية الاستشارات الاسرية التي يقدمها د. خليفة لمن يستشيره من الاسر اذا كانت نظرته الى المرأة لاتزال تصنفها تحت بند «التمرد» لانها نجحت في الحصول على رخصة قيادة.. وهذا ما وصف به د. موزة التي اشارت الى هذا الموضوع قبل السماح به رسميا في بلدها واتهمها بأنها خالفت مجتمعها لانها لم ترتد. العباءة او تضع غطاء للراس في مرحلة ما من عمرها.
كثيرة هي الأراء التي قيلت في تلك الحلقة لكن د. موزة استطاعت ان توصل افكارها على الرغم من محاصرة د. خليفة لها الذي بدا كانه يريد منعها من توصيلها لانها تناقض كليا كلامه ورؤيته للمرأة.. التي لايزال يشكل لها الرجل مصدرا للخوف اذا ما اراد قمعها بالضرب او الطلاق او الزواج بثانية ليقهرها وهو سلاح اثبت فشله في كثير من الحالات ولم يحقق لمثل هذه النماذج من الرجال - واتمنى ان يكونوا قلة - سوى تعب القلب والنفس والجسد.
ثقة بالنفس
اما نادين البدير المذيعة (مقدمة البرنامج) فتتمتع بكثير من الحضور والثقة بالنفس وبقدرات مميزة في ادارة الحوار بهدوء من دون ان يؤثر ...
مميزة في ادارة الحوار بهدوء من دون ان يؤثر ذلك على درجة حرارة النقاش او جديته وقد اثبتت نادين – الشابة - تمكنها من ادواتها الاعلامية كافة (الشكل والمضمون) وهي الذخيرة الحية المطلوبه في معركة الاعلام حاليا ودائما.
لغة عصرية
برنامج مساواة فيه افادة للمتابعين رجالا ونساء لانه يناقش قضايا جدية بلغة عصرية ومواكبة فعلية لما يحدث على ارض الواقع من «معارك» يبدو انها لاتزال «ضارية» بين رجال يقمعون الحرية ونساء يناضلن من اجلها!