مرحبا فناننا هو (جان فيرمير) احد اقطاب المدرسة الهولندية التي ازدهرت ابداعاتها بصفة خاصة في القرن السابع عشر وهو عصر تألقت فيه روح الفن الفلمنكي في اوربا حتى انه يمثل في التاريخ عصر نهضة حقيقية بعد أن سيطر عصر النهضة الايطالي في القرن السادس عشر من قبل .. وقد إمتاز فيرمير برسم مناظر الحياة اليومية فى المنازل وصور الخدم يؤدون الأعمال المختلفة .. وكذلك ألوان الأطعمة وأطباق الفاكهة وما إلى ذلك . ويعتبر فيرمير من اقل الفنانين العالمين حظا واكثرهم معاناة من الجحود وعدم التقدير والانطواء الذي فرض عليه معاصروه .. حتى انه مات في ريعان شبابه في الثالثة والاربعين تاركا زوجته واطفاله الثمانية وهم اشد حالات االعوز والفاقة .. بل كانوا مطالبين كذلك بتسديد ديونه المتراكمة ! مما اضطر الارملة المسكينة إلى أن تسدد الديون بعشرات من لوحاته فحملتها لكى توزعها على الخباز والبقال والقصاب وكثير من المتاجر .. ! وحتى بعد وفاته فقد اسدل عليه ستار النسيان نحو مائتي عام ثم بدأ العالم يعترف بعبقريته وكان ذلك بفضل الفنان البريطاني الشهير السير رينولدز أول رئيس للاكاديمية البريطانية عندما زار هولندا في اواسط القرن الثامن عشر فاتيحت له فرصة مشاهدة اعمال فيرمير ودرستها بامعان .. ثم اعلن على الملأ أن فيرمير يعتبر احد عباقرة الفن في التاريخ . ولم يترك الفنان في حياته القصيرة إلا نحو اربعين لوحة .. وهو عدد قليل - نسبيا- يتهافت عليها الان جامعو الصور واصحاب المتاحف .. وقد بلغت اثمان لوحاته حاليا ارقاما مثيرة .. تعد بالملايين ! بل أن لوحة واحدة من اعماله تمثل اليوم ثورة طائلة لمن يمتلكها .. ولكننا اذا رجعنا – عبر التاريخ لثلاثة قرون خلت راينا انه في عام1663 يقول دي مونكنيز – وهو من كبار النبلاء حينذاك : قابلت فيرمير في بلدته (دلفت) ورايت لوحة في منزل احد الخبازين اشتراها بمبلغ ستمائة فلورن وفي نظري أن ستة بستولات كثيرة عليها ! والبستول عملة اسبانية صغيرة لا تكاد تساوى شيئا .. ومن العجيب أن هذه الصورة التي تحدث عنها مونكنيز وهي اللوحة الشهيرة (خادمة تصب اللبن) .. هي نفسها التي حظيت باعجاب فنان بريطانيا الكبير (رينولدز) وقال عنها : انها احسن ما رايت من اعمال فيرمير الرائعة ! ومن عجائب القدر كذلك انه بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية تحدثت صحافة العالم عن فضيحة كبرى : فقد قام فنان هولندي يدعى (فان ميجرن)بتقليد اعمال فيرمير وظل يقوم بهذه العملية فيما بين عامي 1935 و 1945 .. واستطاع أن يقلد ست لوحات اكسبها طابع القدم بطريقة فنية خاصة ثم باعها بنصف مليون جنية حينذاك عل انها مقتنيات اثرية من اعمال فيرمير وقد باع اللوحة السادسة لاحد قواد النازية هو (الماريشال جورنج) وكان يمكن أن يظل (ميجرن) مستمرا في تقليده وحصوله على الملايين لولا انكسار النازية في الحرب العالمية الثانية وحصر ممتلكات قادتها .. فقد وجدت اللوحة ضمن مقتنيات جورنج وقبض على (ميجرن) بتهمة التضامن مع العدو وبيعه احدى لوحات فيرمير للقائد النازي !! واسقط يد الرجل .. ولم يجد بدا من أن يعترف بالتزوير .. وفضل هذه التهمة على أن يعتبر خائنا لبلده ! وهكذا كشف عن نفسه وما كانتن هذه الواقعة لتعرف في العالم لولا أن اعترف (ميجرن) بنفسه فقد بلغ من دقة التقليد أن صنع الوانه من المواد الخام التي كان فيرمير يصنع الوانه منها جريا على عدة القدماء في صنع الوانهم بنفسهم . كما كان يرسم لوحاته على قماش بالغ القدم ليحصل عليه مخلفات اثرية بطريقته الخاصة ! وهكذا كان فيرمير .. عاش مهضوما ومات بائسا .. وهو الموهبة الفذة التي لم يعترف بها العالم إلا بعد رحيلة بقرنين من الزمان .. واثرى الاخرون والمزورون من الاتجار باسمه ولوحاته ! ولكنه ترك لنا فنا خالدا وتراثا عبقريا نعتبره الان من ابرز المنارات في مسيرة الفكر الانساني على مر القرون . والآن أترككم مع بعض لوحاته الرائعة
عدل سابقا من قبل emad4000 في الخميس أبريل 10, 2008 10:09 am عدل 1 مرات
مش معاهم المراقبه العامه
عدد الرسائل : 1874 العمر : 31 البلد : مصر رقم العضويه : 1 الدوله : مزاجى : 4 رسائل : تاريخ التسجيل : 01/06/2007
موضوع: رد: فنان عظيم أسعدنا بأعماله الخميس أبريل 10, 2008 9:49 am